تنحية التوراة جانباً – التلمود هو ” العهد الجديد ” في اليهودية

” المطلب ” من تعاليم (حزا”ل) الآباء في اليهودية في كل التعليم الذي وصلنا من عبر الكتب هو : ترك التنا”خ ( التوراة والانبياء والاسفار المكتوبة ) لمصلحة – ” التلمود ” !!

حتى نفهم التعامل الذي قوبلت به التوراة المكتوبة بالمقارنة لتلك الشفهية , سوف نحاول المرور على بعض مفاتيح مهمة من كتابات الحاخامات الأوائل .

في במסכת ברכות ماسيخيت براخوت يطرح الآباء سؤالاً مزعجاً : التوراة ما هو وضعها ؟ أو بكلمات أخرى , ماذا سيحل بها وما هو مصيرها ( التوراة المكتوبة ) ؟ والإجابة لم تتأخر بالوصول : ما هو وضعها ؟ ها هي موضوعة في الركن جانباً , كل من يريد أن يتعلم بها فليأتي ويتعلم . عملياً ترك الخمس أسفار التوراتية جانباً , جهزوا المسرح للنجم الجديد الصاعد ألا وهو : التوراة الشفهية .

أمام هذا التوجه , لا عجب أن من موقف الحاخامات لتوراة موسى أخذ شكلا أكثر غرابة , مثال على هذا الأمر في التلمود الأورشليمي وكلام الراباي حجي : ” لقد قيل كلام بالفم شفهياً وقيل كلام مكتوب , ولا نعلم أيهم الأحب ” . ويتابع هنا الراباي حجي : ” من الواضح حسب سفر الخروج 34 – 27 وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات.لانني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع اسرائيل. “כי ((( על פי ))) הדברים האלה כרתי אתך ברית ואת ישראל” “. ويصل هنا الراباي لاستنتاج متسرع أن التي التوراة أعطيت شفهيا هي الأحب ! أي مفضلة أكثر بكثير التي أعطيت شفهياً من المكتوبة , لاحظوا هنا للفكرة الملتوية والتحايل على النص من سفر الخروج ولمن لا يعرف العبرية – ”  لانني بحسب כי ((( על פי ))) كي عال بي ” مترجمة بدقة لكن الراباي حولها من  ((( על פי ))) لـ “על פה” وبالتالي تحول المعنى لكلمة ( شفهيا ) !!!

لانني بحسبכי ((( על פי )))

“על פה” – شفهيا

ببساطة تحايل على كلمة عال بي وتحويلها لـ عال بيه وبالتالي تغير المعنى بشكل كامل من نص الآية الذي لا يشير لكلمة شفهياً حتى تخدم هدف الراباي واتجاهه الواضح لإعلاء قيمة التوراة الشفهية على تلك المكتوبة !!!

هل فهمتم الطريقة ؟ الآن , كانت المسألة مسألة وقت فقط حتى توصل حزا”ل ( الحاخامات الآباء ) لمفهوم أبعد حتى , يقول ما يلي : لم يعقد الرب تبارك اسمه عهداً مع إسرائيل إلا من أجل الكلام الشفهي ( التوراة الشفهية ) !!! هل فهمتم ماذا حصل هنا ؟ في البداية يتم التقليل من أهمية التوراة المكتوبة وبعد هذا في المرحلة الثانية يُبطلون فعاليتها بشكل شبه كامل , والاعتماد على الشفهية يصبح هو الأمر الرئيسي . وهنا عملياً , يتم عرض ما يمكن أن نسميه ( العهد الجديد لحزا”ل ) بكل رونقها ولمعناها كنجم جديد , وبشكل بسيط يمكن أن نقول أنها حلت مكان اهمية وفعالية العهد الذي اُعطي مكتوبا , وأيضاً , هذا الأمر قد تم على ضوء استنتاج راديكالي ينبع من تفسير مستغرب , وغير مفهوم ويمكن أن نذهب بالقول أنه متحايل على النص في ( سفر الخروج 34-27 ) بشكل واضح .

وليس مستغرب , أن الصفحات التالية تابعت بنفس المسار لا بل يصبح الأمر أغرب أكثر فأكثر , نرى مثلا كلام يقول :

” المتعلمون في التنا”خ قياس وليس قياس ( أي لا يجازى عليها ) , أما دراسة وتعلم المشناه لها قياس ويجازى عليها الشخص , أما الجمارا ( تلمود ) – لا قياس أكبر من ذلك ” .

نقرأ ولا نصدق ! لاحظوا هذه المقولة الجريئة : حسب هذا الجزء نرى أن الانشغال بتعلم المشناه تعطي الإنسان جزاء جيد , والانشغال وتعلم بالجمارا يُكسب الإنسان بجزاء كبير أكثر , أما الانشغال بتعلم ” التوراة – قدس الأقداس ” ويا للمفاجأة لا تُكسب الإنسان أي جزاء . بكلام آخر التلمود يقاتل بكل شراسة حتى يشجع الإنسان اليهودي أن يترك تعلم ودراسة التوراة المكتوبة نفسها لمصلحة أمور ” أهم بكثير ” , لا مفر هنا من الاستنتاج المحزن أن أقوال كهذه تخاطر بأهمية التنا”خ وليس هذا فحسب بل جعلها غير ذي أهمية , واستبدالها بالتلمود !!

سأحاول في بعض نقاط أن أوضح أن التوجه لما يسمى توراة شفهية لم تكن سلسلة متواصلة ولا حتى لتعاليم شفهية أعطيت لموسى في جبل سيناء , ولكن هي أقرب لاختراع وتطور من صنع الحاخامات وخلط بعض الحقائق مع بعض الأمور المستحدثة .

1 . التنا”خ ( التوراة والأسفار النبوية والمكتوبة) تشهد بشكل قاطع أن العهد بين الرب وبين إسرائيل كانت ترتكز فقط على التوراة التي أمر بها موسى .

في سفر الخروج 34 الاعداد 3-4 , مكتوب أن موسى ” كتب ” كل كلام الرب . التقليد أو التراث الشفهي ليس مذكوراً هنا . أما في سفر الخروج 34 – 27 ” وقال الرب لموسى (( اكتب )) لنفسك هذه الكلمات.لانني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع اسرائيل. ” كل جيل أتى لبني إسرائيل كان دائما يوجه لهذه الكلمات التي كتبها النبي موسى في التوراة المكتوبة . الرب حذر إسرائيل من لعنات ممكن أن تأتي عليهم إذا لم يهتموا بالوصايا ويعملوا : تثنية 28 – 58 ” ان لم تحرص لتعمل بجميع كلمات هذا الناموس ((( المكتوبة في هذا السفر ))) لتهاب هذا الاسم الجليل المرهوب الرب الهك “ . ولكن سيكونون مباركين إن هم يسمعون وينفذون كلام الرب : تثنية 30 – 10 اذا سمعت لصوت الرب الهك لتحفظ وصاياه وفرائضه ((( المكتوبة في سفر الشريعة هذا ))) .اذا رجعت الى الرب الهك بكل قلبك وبكل نفسك.

ولهذا لا يوجد مكان للتشكيك بالحقيقة البسيطة والواضحة كما هي تظهر أمامنا في التنا”خ : كل كلام التوراة كان مكتوبا في هذا السفر ( الكتاب ) , وهذا السفر , كتاب التوراة كما هو معروف لنا اليوم هو الذي يجب أن يكون المؤثر في بني إسرائيل طوال كل الأجيال , وليس تقليد جانبي ليس مكتوباً وملفوف بالضبابية والباطنية التي كانت تمرر من فمٍ لفم . ناهيك عن سهولة نسيان التقليد الشفهي عبر الأجيال وعدم ضمان حفظه بعكس الحال مع التقليد المكتوب , ومصدر وسلطان الشفهية في الطريق الطويل عبر الأجيال مر بتغييرات مختلفة مقارنة بالتوراة المكتوبة ومصدرها المحفوظ حتى اليوم . فقط عهد قومي كهذا مكتوب يقدر أن يصمد وأن يكون فعال طوال كل هذه السنين الطويلة , ولهذا نرى حتى يومنا الحالي تعهدات وقوانين تعتمد على المستندات المكتوبة وهذا منطقي , في نهاية الأمر حتى التقليد الشفهي للحاخامات كان هو أيضاً بحاجة أن يُكتب حتى يُحفظ للأجيال القادمة ولم يعد شفهيا .

إن كانت موجودة توراة شفهية كهذه التي يحدثونا عنها أنها أُعطيت لموسى من الرب , لم نرى موسى يتكلم عنها ! ولا حتى يشوع ! عزرا , أو شخصية أخرى في التنا”خ . لو كانت موجودة فعلا , لكانت شكلت جزء من العهد بين الرب وإسرائيل . لم تكن مهمة لا للبركات ولا للقضاء من جهة الرب مثلا . ولا نبي , كاهن , أو ملك , يذكرها ولا يذكر أي علاقة لها ولا للانصياع لتعاليمها على حساب التوراة المكتوبة , وبكلام أكثر بساطة واستناداً على التنا”خ نفسه لم تكن الشفهية موجودة ولم تُعطى لموسى في جبل سيناء من قِبَلْ الرب .

إن قمنا ببحث عن اسم ” موسى ” في التنا”خ , من أول سفر يشوع حتى آخر الأسفار المكتوبة , ونفحص كل آية ورد فيها ” وقال الرب لموسى ” أو ” أمر الرب موسى ” , سنجد أن كل مرة كان الكلام عن أوامر أو أقوال ” مكتوبة ” , بكل الأسفار التوراتية الخمسة . بكل آية وآية , بدون أي استثناءات ! الكل كان مؤسس على ما كان مكتوب . حتى أيام نحميا , عندما تعهد بني إسرائيل تعهدا أمام الرب , حتى هذا جعلوه مكتوبا . وهذا غير مستغرب , حتى كلمة سفر التوراة وردت عشرين مرة في التنا”خ , في حين لم نجد أي ذِكْر للشفهية على امتداد التنا”خ . عمليا , لا يوجد أي ذِكْر لتعبير التوراة الشفهية الذي يكون القانون الملزم في أي مصدر طوال حوالي 1400 سنة بعد موت موسى النبي .

2 . لا يوجد أي ذِكْر واضح للتوراة الشفهية في النص التوراتي المكتوب .

بعد صعود النبي موسى لجبل سيناء , ومن بعد خطيئة بني إسرائيل مع العجل المسبوك ذهبا , الرب للمرة الثانية أعطى وصاياه لموسى وأوصاه كما رأينا في سفر الخروج 34 – 27 . والأمر المثير للاستغراب أننا نرى الحاخامات الذين كتبوا التلمود وجدوا دليلا على الشفهية في نص محدد كما أوضحنا سابقا بتحريف النص من سفر الخروج 34 – 27 من عال بي “על-פי” وحولوها لـ ” בעל-פה أي شفهية وهذا يخالف النص , ونجد أن مترجمين عبرانيين الذين كان يجب أن يترجموا هذا التعبير لم يكونوا ليوافقوا مفهوم وتحريف معنى الكلام للشفهية كما فهمه الحاخامات لغرضٍ في نفسهم .

بالتالي لو بحثنا عن أي آية في التوراة المكتوبة تدلنا على أن هناك توراة شفهية لن نجد هذا , كما رأينا أعلاه أن التلمود يفسر النص بشكل ملتوي يخالف حتى اللغة العبرية بحد ذاتها , الرب قال لموسى أن يكتب وموسى سمع كلام الرب وفعل . التلمود يخبرنا أن موسى كان ممنوعا أن يكتب التوراة الشفهية ! لكن الاستنتاج المنطقي أكثر أنها لم تكن موجودة أصلا , وإلا لكانت كتبت منذ ذلك الوقت . والأخطر أن على نفس القياس يمكن لأي شخص أن يأتي ويدعي أن الرب أيضا قال لموسى : لا تكتب القرءان أيضا !!! ولأن القرءان ليس مذكورا في آيات الكتاب المقدس !!! أي منطق هذا ؟؟؟ السماء هي الحدود للخيال البشري عندما يبتعد عن ما قال الرب فعلا في ( التنا”خ المكتوب ) وبشكل واضح .

حتى أن الرابايات بشكل عام لا يدعون أن الأسفار المقدسة نفسها تتكلم عن الشفهية . لا على العكس , هم يدعون أن لا يمكن فهم المكتوب بدون الشفهي ( وربما هذا مقبول في بعض الحالات القليلة من التقليد ) , ويذهبون أكثر من هذا بتفسير تقليدي يهودي تقول أن تثنية 30 / 11-14 ” ان هذه الوصية التي اوصيك بها اليوم ليست عسرة عليك ولا بعيدة منك. ليست هي في السماء حتى تقول من يصعد لاجلنا الى السماء وياخذها لنا ويسمعنا اياها لنعمل بها. ولا هي في عبر البحر حتى تقول من يعبر لاجلنا البحر ويأخذها لنا ويسمعنا اياها لنعمل بها. بل الكلمة قريبة منك جدا في فمك وفي قلبك لتعمل بها ” . ويفسرون هذه النصوص على أنها ترمز لتوراة شفهية تنقل من فمٍ لفم , هل هذا التفسير يتفق مع ما يقوله موسى في هذه الآيات ؟

الرب أعطى لشعبه توراة , لم يكونوا بحاجة للصعود للسماء حتى يكتشفوا مقاصد الرب حتى يطيعوها . هم قد سمعوا كلامه . ليس ما يمكن إضافته هنا . النص لا يقول لنا شيئا أكثر من هذا . لا يوجد أي إشارة لاستنتاج الراباي شلومو بن يتسحاك “را”شي” للآية 14 – قائلا : ” التوراة اُعطيت لكم مكتوبة ومصاحبة لها شفهية تفسيرية لها ” . سفر التثنية كله ينفي هذه الفرضية أن الآيات التي ذكرناها تتكلم عن توراة شفهية بل الإصحاح الذي يليه يتكلم عن الوصايا التي اعطاها الرب لبني إسرائيل وكانت يجب ان تنقل جيلا بعد جيل بشكل مكتوب , وكانت هي التوراة المكتوبة التي قرأها بني إسرائيل وطبقها , الرب قال بشكل واضح أن بني إسرائيل يجب أن يطيعون تلك التوراة المكتوبة التي أُعطيت لموسى النبي وهذه هي التوراة التي كان يجب أن يحفظوها في قلوبهم وأفواههم . حتى إذا بحثنا في تفاسير يهودية مختلفة كتفسير إبن عزرا أو الراباي عوفاديا سفورنو يظهر لنا أن هناك خلافاً وعدم اتفاق بين المفسرين تحديدا عن هذا العدد من سفر التثنية . والخلاصة أن حسب التنا”خ المكتوب والذي وصل لأيدنا يمكن لنا القول أن في الأسفار المقدسة لا يوجد أي ذِكْر لما يسمى توراة شفهية .

3 . طوال التاريخ لفترة التنا”خ ( فترات كتابة الأسفار المقدسة ) ليس فقط لم يكن أي شهادات عن التوراة الشفهية , لا بل كان هناك في بعض الأحيان جهل واضح تجاه معرفة حتى التوراة المكتوبة .

إن كان هناك بعض الوصايا الكتابية الواضحة التي على مر التاريخ لم يقيموها وعثروا فيها عن جهل أحيانا رغم أنها مكتوبة من أجلهم حتى يستطيعون قراءتها وتعلمها وتنفيذها , كيف يمكن أن نعتمد ونرجح أنهم رغم هذا حافظوا بكل أمانة على الوصايا الغير مكتوبة ( الشفهية ) ؟ والتي كانت أيضاً أصعب بكثير ومعقدة أكثر في طبيعتها ؟  عندما نرجع ونلاحظ كل فترة التاريخ لمملكة يهوذا ومملكة إسرائيل كثير من قيادات الشعب لم يطبقوا الوصايا المكتوبة ومواعيد الرب المهمة جدا ( فصح , مظال مثلا ) لم يطبقوا بشكل ثابت على المستوى الوطني , كما أن بني إسرائيل لم يحفظوا السبت في كثير من الأحيان ولفترات طويلة ممكن أن نصفها بجهل ببعض الوصايا والمواعيد ” المكتوبة ” فكم بالحري الشفهية ؟ والتي أصعب تطبيقاً ومركبة من نصوص أكثر بكثير , وأنها حفظت جيداً عند الشعب ونُقلت بدون أي أخطاء جيلا بعد جيل وتم الحفاظ عليها ؟ !

النصوص المكتوبة تقول بوضوح أن إسرائيل ويهوذا تركت التوراة المكتوبة . أحكام وعقاب الرب لهم كان كبيراً , الشعب اليهودي في كثير من الأوقات لم يطبق وصايا التوراة المكتوبة , ومن الأمور المثيرة للاستغراب , مكتوب في التلمود البابلي , ماسيخيت سنهدرين الجزء 11 תלמוד בבלי, מסכת סנהדרין פרק יאأن في أيام حزقياهو ” فحصوا من دان حتى بئر سبع ولم يجدوا .. طفل أو طفلة , رجل أو امرأة , كانوا جاهلين بالفقه والوصايا الخاصة بالطهارة والنجاسة ” , أي ان الشعب كله حتى الأطفال يعرفون الوصايا !!! كيف يكون هذا الكلام منطقي ومتوافق كتابيا مع النصوص ؟

كيف يمكن هذا ؟ ونحن نعرف تاريخيا أن يؤمر الشعب أن يجتمع وأن يُشجع فقط حتى يحافظ على ذكرى الفصح , ورغم هذا مكتوب بالتلمود , ان في تلك الفترة كان حتى الأطفال واسعي الاطلاع في أحكام الطهارة !!!

4 . بعكس التقليد للرابايات والتراث السائد , موسى النبي لم يأخذ كل تفصيل وتفصيل من التوراة الشفهية على جبل سيناء .

كثير من اليهود التقليديين يعلمون عن وقائع عديدة مفصل عنها بالتوراة كيف أن موسى اضطر ان يستشير الرب بخصوص بعض الوصايا والاحكام التي كان يجب عليه أن يطبقها في وضع ما . رغم هذا الرأي السائد باليهودية التقليدية تدعي أن موسى تلقى التوراة الشفهية , في كل تفاصيلها وجوانبها المتعددة والمختلفة والمتنوعة , في نفس اللحظة التي تلقى الأمر بها من الرب لكتابة التوراة المكتوبة ! والسؤال هنا كيف يواجه حزا”ل هذا الأمر وتحديدا أن موسى وبشكل علني لم يعرف ان يتصرف في مواقف معينة واضطر أن يطلب مشورة الرب ! هذه الظاهرة ممكن أن نجدها على الاقل اربع مرات بالتنا”خ : لاويين 24/ 10-23 , عدد 9 / 6-8 , عدد 15 / 32-36 , عدد 27 / 1-4 . يظهر أن موسى كان عند مواجهة أي امر جديد ينتظر حتى يُظهر الرب له إرادته ورغبته , وبكلام أبسط , كانت هناك أمور كثيرة لم تكن معلومة لموسى مما اضطره لانتظار تدخل الرب وهذا يعني أن في جبل سيناء لم يأخذ شرحا كاملا ووافيا يختص بتطبيق كل قوانين التوراة . ولهذا قال : عدد 9 – 8 ” فقال لهم موسى قفوا لأسمع ما يامر به الرب من جهتكم ” .

5 . تفسيرات حزا”ل احيانا تخالف بشكل كامل أو تلوي عنق النصوص التوراتية المكتوبة والواضحة , وهذا الأمر يدل على الحقيقة المهمة أنهم لا يستمدون هذا الفكر من التقليد الذي بدأ فعلا أيام موسى .

في محتويات أسفار التنا”خ نجد عدد من الأمثلة عن قوانين ووصايا توراتية اقتبست ونُفذت في الحياة اليومية , تظهر لنا بدون أدنى شك تفسير النصوص بشكل طبيعي وسهل ومقبول من الشعب وكما يظهر أنها كانت هكذا أيضا مقاصد الرب عندما أعطى التوراة لموسى . قوانين التوراة مقتبسة ومطبقة بالصورة السهلة التي لا يمكن الخطأ في فهمها وعلى سبيل المثال /: تثنية 24 – 16 أو /: ملوك ثاني 14 / 1-6 .

هل يمكن أن يكون طبقات إضافية تفسيرية لنصوص معينة في التوراة ؟ ربما , لكن امر واحد واضح أمام عيوننا , وهو فوق كل شبهة أن أي تفسير آخر لا يمكن أن يكون مناقض لمعنى النص البسيط الواضح كما هو مطلوب من ذات النص وسياقه , وإلا سوف نصل لوضع أن الكلمة المكتوبة ليست ذات قيمة وفاعلية .

ولهذا الاستنتاج المطلوب هنا أن كل تفسير حسب التقليد ( الشفهي ) وصلنا على لسان النبي موسى , وهذا ينفي اهمية ومعنى النص المكتوب , تفسير كهذا لا يمكن أن نعتد به كجزء من التوراة التي تسلمها موسى على جبل سيناء , ولكن للأسف في كثير من الأحيان تميل كتب حزا”ل لهذا التصرف الغريب مع النص الكتابي .

ولنفحص مثلا من الكتاب وكيف فسروه حزا”ل كفقه وتعليم وتحديدا موضوع الطلاق كان دائما موضوعا مهما في الحياة اليومية , ملاخي 2 / 15-16

أفلم يفعل واحد وله بقية الروح.ولماذا الواحد.طالبا زرع الله.فاحذروا لروحكم ولا يغدر احد بامرأة شبابه. لانه يكره الطلاق قال الرب اله اسرائيل وان يغطي احد الظلم بثوبه قال رب الجنود.فاحذروا لروحكم لئلا تغدروا .

معنى هذه النصوص واضحة بالعبرية وبكل الترجمات – الرب يبغض الطلاق , نص واضح وصريح . ما هو تفسير التلمود لهذا النص تحديدا ؟ ” إن كنت تكره زوجتك .. طلقها ” نعم هذا تفسير التلمود ( أنا لا أمزح ! ) النسخة اليهودية היהודית the Orthodox Jewish Stone تقول ” الرجل الذي يكره زوجته عليه أن يطلقها ” لماذا ؟ لأن الرب قال ذلك , إله إسرائيل ! وحسب ” را”ِشي ” الراباي شلومو بن يتسحاك ,الرجل الذي يصمم الحفاظ على زوجته فهو إذن يكرهها , يخفي اشمئزازه منها ويغطي الظلم في ثيابه , يفسر را”شي !!! . وهذا طبعا عكس المعنى الأصلي للنص في سفر ملاخي !!! أسود على ظهر أبيض مكتوب وواضح أن رب إسرائيل يُبغض الطلاق , لكن التفسير اليهودي التقليدي يقرر أن تفسيره لهذا النص يتلخص بما يلي : إن كنت تكرهها , طلقها , يقول الرب إله إسرائيل !!! الترجوم ورا”شي وتفاسير كثيرة تؤيد هذا الرأي لعل تفسير ابن عزرا هنا الوحيد الذي اختلف بهذا الأمر مع البقية .

مثال آخر سفر خروج 23 – 2 لا تتبع الكثيرين الى فعل الشر.ولا تجب في دعوى مائلا وراء الكثيرين للتحريف.

: “לֹא-תִהְיֶה אַחֲרֵי-רַבִּים, לְרָעֹת; וְלֹא-תַעֲנֶה עַל-רִב, לִנְטֹת אַחֲרֵי רַבִּים—לְהַטֹּת.”

الحاخامات بصورة أو بأخرى توصلوا أن هذا النص يعطي أن الأغلبية تقرر ! . إن كان أغلب الحاخامات تقول في رأي ما , إذن رأيهم مساوي لقيمة القانون أو الوصية . تفسير موشي مايموندس يذهب في تأويل هذا النص ” الذهاب وراء الأغلبية ” وهو يقوم بربط الأمر بمواضيع قانونية وأحكام فقهية ( ماسيخيت سنهدرين 3 : 5 … 1 : 8 מסכת סנהדרין 5:3, 8:1) . وحسب كلام الراباي موسى ابن ميمون , رأي الأغلبية من الحاخامات تبطل معنى نصوص التوراة , حتى عندما يكون الكلام عن نبوءة !! عمليا حسب هذا المنطق , رأي 1001 حاخامات يُبطل رأي 1000 نبي , هل تستوعبون هذا المنطق ؟؟؟؟؟؟؟ حتى لو الأنبياء جميعا بمستوى إيليا النبي !!!!!!!

لماذا حصل هذا الإلتباس ؟ مرة أخرى لعب بجذر كلمة من الآية وهي كلمة (مائلا وراء الكثيرين للتحريف ) לִנְטֹת אַחֲרֵי רַבִּים—לְהַטֹּת وتم التلاعب بجذر الكلمة נ.ט.ה. كالعادة لتوافق فكر التلمود ! وقد حولوا الكلمة لمعنى معاكس تماما للمعنى الحقيقي ” فصار المعنى إذهبوا وراء الأكثرية ” !

6 . في التوراة الشفهية هناك فوارق مهمة في تأويل النصوص عن التوراة المكتوبة , يرجع هذا على الأغلب بسبب الفارق الزمني الذي يعد بمئات السنين لكتابة التلمود بعد إعطاء التوراة في جبل سيناء .

اليهود الارثوذوكس ببساطة يؤمنون أن ابونا آدم أُخبر عن عظمة الراباي عقيبا !!! ونسل نوح بعد الطوفان انشغلوا بدراسة التفاسير لحزا”ل ! . وما هو تفسير كلمة بابل من قصة برج بابل ؟ الراباي يوحانان يجيب أن تفسيرها يعني أن تعاليم التوراة , المشناة والتلمود تبلبلت أي اختلطت في بعضها البعض !!! المصدر (b. Sanh 25a) .

لكن حسب ما هو معروف لنا , في وقت برج بابل ال”مكتوبة” كان يمكن ان تحتوي فقط على عشرة الأجزاء الأولى من سفر التكوين . الأمور المستقبلية لم تكن قد حدثت . إبراهيم أبونا لم يكن قد ولد بعد , موسى سيولد فقط بعد 600 سنة وبعدها بـ 700 سنة يظهر الراباي الأول في اليهودية . على أي مشناه وأي تلمود ممكن أن نتكلم في تلك الحقبة ؟ حتى لو افترضنا أنهم ظهروا بعد جبل سيناء أي بعد 700 سنة متأخر عن قصة برج بابل , كيف كان يمكن أن تنقل الوصايا زمنيا للخلف ؟؟؟؟؟؟؟ , من موسى للناس ايام برج بابل ؟؟؟؟؟؟؟ وسؤال آخر من كان من هذا الجيل الخاطئ الذي تمرد على الرب كان يمكن أن يتعلم تفسير للتوراة حتى قبل أن تُعطى التوراة نفسها ؟؟؟؟؟؟؟ طبعا هذا غير منطقي أبدا , لكنها محاولة لإدخال هذه التفسيرات المتأخرة لتلك الحقبة وقت سفر التكوين ! وهذا بالطبع غير منطقي , لكن كما هو مفهوم , يخدم هدف الحاخامات بشكل واضح أن يجذب انتباه بني إسرائيل لكتابات الرابايات , حتى ولو كان على حساب التعليم الكتابي الأصلي الذي تقبله موسى من الرب في جبل سيناء .

كما رأينا , اوصاف التلمود تقف بشكل معاكس جدا للصورة الظاهرة بالنصوص المكتوبة للتوراة , الكلام التلمودي كتب مئات السنين بعد إعطاء التوراة في جبل سيناء . هذا أحد الأسباب أن هناك فوارق كبيرة ومهمة وذات وزن ثقيل وخلافات غير منتهية بكل ما يتعلق بقوانين التوراة . حسب المنطق هذا , يشوع نسي مئات الأحكام للتوراة الشفهية وكان لديه شكوك بخصوص مئات الوصايا الأخرى ! הר’ צבי למפאל الراباي تسفي لامبال يضيف ويقول : ” هناك كثير من الوصايا فُقدت بسبب الحزن والصدمة عند موت موسى النبي . 3000 وصية ضاعت ونُسيت حتى اذا حاولنا البحث والتدقيق لن نستطيع أن نستعيدها وبهذا يقر رأي الجمهور من الحاخامات ” !!!!!!! .

مهم أن أوضح هنا أن التلمود يقرر أن بين القوانين التي نُسيت وضاعت في فترة الحزن على موسى النبي , أحدها كان عمليا وصية لموسى من سيناء , القانون الذي أعطي لموسى في جبل سيناء . تفسير هذا الأمر أن القانون لم يكن يستند على نصوص توراة مكتوبة وكنتيجة لهذا لا يمكن استعادتها حتى بالاستناد للنصوص المكتوبة التي في ايدينا !!! والسؤال المطلوب هو : باللحظة التي ضاع بها هذا القانون أو الوصية , كيف يمكن استعادتها ؟ أي لا يمكن الاستناد على التوراة المكتوبة ولا حتى على المنطق الانساني بالطبع , فهذا القانون معطى من الرب وليس من اختراع عقل بشري . هذا تحديدا ما يجعل الاختلافات كبيرة في تفسيرات الأمور الاساسية في التوراة الشفهية ( واختلف العلماء ) .

الخلاصة , مهم أن نسأل لماذا الرب يعتني بكتابة وصايا ولكن لا يؤخذ بها بل بوصايا غير مكتوبة ؟

7 . والحقيقة في نهاية الأمر , حوالي القرن الثاني م. كان من الضروري أن يُكتب هذا التقليد الشفهي , مما يثبت أنها لم تكن حقيقةً موجودة ونُقلت شفهيا من موسى للرابايات على مدار 1500 سنة .

لكل نوع أدبي هناك دوافع لكتابته , وللأدب الديني – أكثر وأكثر . وهنا حاول بعض الباحثين في موضوع التوراة الشفهية بحثوا ووجدوا بعض التبريرات لكتابة المشناه والتلمود . التبرير الاكثر شيوعاً لكتابة هذه التوراة الشفهية ” أن لا تُنسى ” ! , لكن من الصعب تخيل صمود هذا الرأي ومحاولته تبرير التغيير في موقف الحاخامات من منع بات لكتابة التوراة الشفهية , وكيف أصبح كتابتها وصية بحد ذاته في مرحلة أخرى !

نحن نعلم أن في القرون الأولى م. كان من الملزم تغيير موقف الحاخامات من مسألة كتابة التوراة الشفهية بحيث صار كتابتها أمرا جيدا لا بل وصية عليها مكافئة ومكافئة ! وهنا نرى تناقض غريب , التبريرات المعطاة مثلا صعوبة ادارة حياة يهودية حسب الوصايا , أو اسباب اخرى كفترة الشتات أو كمية تقليد شفهي آخذ بالزيادة ولذلك كان من الضروري تغيير الرأي من عدم كتابته إلى وصية بكتابة هذا التقليد الشفهي , وهنا يجب أن نسأل السؤال التالي : ماذا حصل مع المواد والتعاليم التي كانت فقط في ذهن الحاخامات من ايام موسى حتى ايام عزرا الكاتب ؟ , الفترة التي تشتت بها شعب إسرائيل من أرضه مرتين , لماذا لم تُكتب التوراة الشفهية في ذلك الوقت تحديدا ؟ لماذا لم يكن في إسرائيل كتاب التلمود أو كتاب شولحان عاروخ (שולחן ארוך كتاب احكام فقهية )  ؟ .

محاولة تفسير هذا الأمر مقترحة من الحاخامات أنه لم يكن هناك حاجة لكتابة هذه التعاليم في فترة التنا”خ بسبب أن الناس كانوا قريبين للتجلي الاصلي في جبل سيناء , أي اقرب للرب . ولكن النصوص للتوراة المكتوبة تكذب هذا الادعاء بشكل كامل لا بل تصف في كثير من الأحيان فترات طويلة من عدم تطبيق الوصايا وعدم الالتزام الكامل حتى للوصايا المكتوبة , حتى بعض الكهنة الذين كانوا مختصين بشكل خاص جدا على حظ التوراة والذين حُملوا مهمة تعليم الشعب والتشديد على الالتزام بالوصايا , هم أنفسهم في بعض الاحيان موصوفون بالتنا”خ كغير مطبقين او حتى في بعض الأحيان كغير ملمين بالتوراة والقيام بالوصايا بشكلها المبدئي .

 וְגַם-אֵלֶּה בַּיַּיִן שָׁגוּ, וּבַשֵּׁכָר תָּעוּ: כֹּהֵן וְנָבִיא שָׁגוּ בַשֵּׁכָר נִבְלְעוּ מִן-הַיַּיִן, תָּעוּ מִן-הַשֵּׁכָר, שָׁגוּ בָּרֹאֶה, פָּקוּ פְּלִילִיָּה. (ישע’ כח 7).

اشعياء 28 – 7 ولكن هؤلاء ايضا ضلوا بالخمر وتاهوا بالمسكر.الكاهن والنبي ترنحا بالمسكر ابتلعتهما الخمر تاها من المسكر ضلا في الرؤيا قلقا في القضاء.

הַכֹּהֲנִים, לֹא אָמְרוּ אַיֵּה יְהוָה, וְתֹפְשֵׂי הַתּוֹרָה לֹא יְדָעוּנִי, וְהָרֹעִים פָּשְׁעוּ בִי; וְהַנְּבִאִים נִבְּאוּ בַבַּעַל, וְאַחֲרֵי לֹא-יוֹעִלוּ הָלָכוּ. (ירמ’ ב 8).

ارمياء 2 – 8 الكهنة لم يقولوا اين هو الرب واهل الشريعة لم يعرفوني والرعاة عصوا عليّ والانبياء تنبأوا ببعل وذهبوا وراء ما لا ينفع

מֵחַטֹּאות נְבִיאֶיהָ, עֲונֹת כֹּהֲנֶיהָ: הַשֹּׁפְכִים בְּקִרְבָּהּ, דַּם צַדִּיקִים. (איכה ד 13).

مراثي 4 – 13 . من اجل خطايا انبيائها وآثام كهنتها السافكين في وسطها دم الصديقين

כֹּהֲנֶיהָ חָמְסוּ תוֹרָתִי, וַיְחַלְּלוּ קָדָשַׁי–בֵּין-קֹדֶשׁ לְחֹל לֹא הִבְדִּילוּ, וּבֵין-הַטָּמֵא לְטָהוֹר לֹא הוֹדִיעוּ; וּמִשַּׁבְּתוֹתַי הֶעְלִימוּ עֵינֵיהֶם, וָאֵחַל בְּתוֹכָם. (יחז’ כב 26).

حزقيال 22 – 26 كهنتها خالفوا شريعتي ونجسوا اقداسي.لم يميزوا بين المقدس والمحلل ولم يعلموا الفرق بين النجس والطاهر وحجبوا عيونهم عن سبوتي فتدنست في وسطهم.

والقائمة تطول بمثل هذه الآيات الكتابية … يبدو أن حزا”ل يميلون لوصف فترة التنا”خ والقيادات الروحية للشعب في تلك الفترة بصورة مختلفة تماما ودرامية وبارزة عن الصورة التي تظهر في التنا”خ نفسه , بالتلمود مكتوب أن الناس عاشوا حسب التوراة بشكل عجائبي وكلهم كانوا اصحاب فهم عميق لكل القوانين والاحكام الفقهية حتى ادق التفاصيل واصغرها , ولهذا لم تكن لديهم مشكلة لنقل هذا التقليد الشفهي جيلا بعد جيل ومن فم لفم بلا أي حاجة أن تُكتب هذه التوراة الشفهية !

 الحقيقة ان جزء كبير من اليهودية الحالية مؤسس على التوراة الشفهية بكل أجزائها هو من النقاط الأضعف فيها , بالحقيقة التوراة الشفهية لم تكتب ايام موسى بسبب أنها لم تكن موجودة آنذاك , وفي المرحلة التي بدأت تتبلور فيها هذه الكتابات ( بعد مئات السنين من توراة موسى المكتوبة ) ولذلك كان الأمر ملزم بكتابة الشفهية بسبب مضمونها الذي أخذ واتسع وكان من الواضح أ، لا يمكن الحفاظ على كل المعلومات الكثيرة جدا هذه بلا كتابة . ولهذا , الامر يدل على أن من غير المنطقي تواجد كل هذا الكم من الكتابات محفوظا بشكل شفهي , وقد حُفظت من شعب إسرائيل طوال أكثر من ألف سنة بدون أن يكون من المهم كتابتها طوال تلك المدة لغاية القرون الميلادية الأولى .

الرب صنع عهده مع موسى ومع إسرائيل على أساس كلامه المكتوب في التوراة , وليس على أساس توراة شفهية , ولهذا اقام الانبياء للتكلم مع بني شعبه إسرائيل عندما حادوا من الطريق السليم واحتاجوا لتدخل إلهي حتى يرجعوا لطريق التوبة .

لكن التقليد لهذا الشعب أيضا يعلمنا أنه أخطأ وضل الطريق , ولهذا ظهر المسيح بنفسه ليرينا الطريق الصحيح والأفضل . حتى نسير في طريق هو اظهره لنا متجسدا حتى نستطيع أن نفهم كلماته المكتوبة وأن نحيا حسب إرشادات الروح القدس , حسب المثال الذي رأيناه متجسدا بالمسيح يسوع , بدون الحاجة للقراءة مبدئيا لا بالتلمود ولا صنع تعليمات فقهية ليست سوى اختراعات من الحاخامات , مهما كانت حكيمة .

 حتى أن الصورة النهائية للجزء المركزي من التوراة الشفهية , التلمود البابلي , لم يكتمل وحُفظ كما هو , مع آلاف الأسئلة التي بقيت بلا جواب ومواضيع تثير الاستغراب وقوانين كثيرة بعيدة عن روح تعاليم الكتاب المقدس , وللإنصاف يمكن تقدير كثير من التقليد الذي حُفظ في تعاليم حزا”ل وإيجاد كثير من الحكمة فيه , عادات مثيرة للاهتمام , فولكلور , مفاهيم روحية جيدة , تفسيرات حكيمة . مع ذلك لا يوجد سبب لكي نصدق أن الرب أعطى توراة شفهية لموسى في جبل سيناء وبها فقط نستطيع أن نفسر النصوص التوراتية المكتوبة . من هنا يجب التركيز الاكبر على تعاليم ووصايا الرب وكل تقليد بشري مهما بلغ من حكمة واجتهاد يصغر بالمقارنة لكلمة الرب في الكتاب المقدس . اقوال الرب هو الأساس الصلب لكل من يبحث عن الرب وأن يسجد له بالروح والحق .

المصادر
[1] בבלי, ברכות ל”ה, ע”ב; נזיר נ’, ע”א; קידושין נ”ב, ע”ב.

[2] בבלי, קידושין ס”ו, ע”א.

[3] ירושלמי, פיאה י”ג, פרק ב’, הלכה ד’.

[4] שם.

[5] זוהי אפוא פרפרזה שלי, רק לשם אילוסטרציה.

[6] בבלי, גיטין ס’, ע”ב (גם זאת על סמך פסוק כ”ז בשמות פרק ל”ד).

[7] בבלי, בבא מציעא לג, ע”א. (במילים אחרות: בניגוד למשנה ולגמרא, לימוד המקרא אינו טומן בחובו כל ערך).

[8] בהתאם לפתגם התלמודי: “סרס המקרא ודרשהו” (בבלי, בבא בתרא קי”ט, ע”ב).

[9] כנראה שהרבנים לא התלוצצו כאשר ניבאו כי “עתידה תורה שתשתכח מישראל…” (בבלי, שבת קל”ח, ע”ב). 

8 آراء حول “تنحية التوراة جانباً – التلمود هو ” العهد الجديد ” في اليهودية

  1. أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم~ وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
    لقد زاد واعطى مقالك معنى اوضح لكلمات ربنا يسوع
    فهل انحراف تعليمهم الى حد التناقض مع اوامر الشريعه الموسويه ادخلهم فى دائره الشيطان
    مثل حين اعتبرت الشريعه الجمل حيوان نجس فقدمه غيرهم كاعلى واعظم الاضحيه
    فهل انحرفوا الى درجة قريبه من هؤلاء
    و هل يمكن ان تدلى براى فى موقف الروم الارثوذكس بصوره واضحه من اليهود وملامتهم لهم على اى شر فى العالم
    شكرا

    إعجاب

    1. يجب التفريق هنا بين التلموديين ومع الذين يعتمدون بشكل أساسي على الكتاب المقدس ,, أعتقد هذا موجود بكل الأديان أن تتحول النصوص الثواني إلى النجم الحقيقي في العقيدة وتحييد الكتاب الأصلي جانبا وهذا موجود ليس فقط باليهودية بل بالمسيحية أيضا ! والإسلام بالأكثر . أما موضوع ملامة اليهود في كل شر بالعالم ليست سوى عنصرية ومنبعها سياسي بحت ,, يجب التفريق بين الشعب وبين بعض الرابايات المنحرفين للفكر التلمودي على حساب التوراة نفسها ,, هذا موجود مرة أخرى بالمسيحية والإنحياز لنصوص ثواني على حساب الكتاب المقدس ناهيك عن بقية الأديان حتى ,, باختصار التقليد به الجيد والدخيل عليه ويجب التعاطي معه بشكل دقيق ,, انا فقط حاولت توضيح أسباب عدم الإرتكان على التلمود كمصدر أساسي للعقيدة وهو الخطأ الذي إرتكبه الحاخامات لإعلاء قيمة كاتبيه مما جعل الكتاب المقدس بدرجة أهمية أقل وهذا مبدئيا مرفوض رفضا قاطعا .

      إعجاب

  2. ان الدور اليهودى والحكم عليه محير جدا
    فمن ناحيه رد حضرتك سليم منطقيا و انسانيا وحتى مسيحيا وانجيليا لكن هناك دائما تلك المصادفات الغريبه للتواجد اليهودى فى كل كوارث العالم
    منذ حرق روما و ظهور الاسلام والماركسيه ولينين و تاثير هوليود الشرير على العالم و مناصرت شخصيات منهم للالحاد والشذوذ
    ما توصلت اليه قناعتى ان هناك فرق بين اليهودى اليسارى الملحد و اليهودى التقى الارثوذكسى وبينهما هناك طيف واسع من الدرجات
    ولكنك بمقالاتك اوضحت كم الحكمه المعطاه لهم خاصة فى محاضره احرف الرب وهو ما فسر لى على الاقل ذكاؤهم وهو ارتباطهم بكلام الله قبل ان يتجسد و يكلمنا بذاته و هو ما لم يبطل قوة و حكمة كلماته قبل تجسده انه واحد وكلماته واحده قبل او بعد تجسد ابنه ربنا يسوع
    فشكرا وفى انتظار المزيد

    إعجاب

    1. مش عارف ما علاقة اليهود بظهور الاسلام , الاسلام اختراع مسيحي ,, ليس الا انعكاس لخلافات بين الكنيستين حول طبيعة المسيح !! محمد نفسه يقر بحديث ان كان يتمنى لو يسلم عشر يهود فقط وهذا لم يحدث ,, الاسلام اختراع مسيحي بحت وربما دخل كعب الاحبار وساير في بعض التحديثات فيه ليس اكثر ,, واذا عالشر والقتل فما في داعي لفتح هيك ابواب ووضع المسيحية بالميزان حنلاقي تاريخ اسود ليس مجالنا هنا ندخل فيه ,, بالحقيقة اتفق معك باهم نقطة ان اليهودية تيارات عديدة ولا يمكن الحكم وتصنيف الناس تحت عنوان واحد فقط والحكم عليهم ,, تحياتي عزيزي

      إعجاب

  3. اخر تعليق لى واود الا اكون ازعجتك
    حينما اقول اليهود او المسيحيه فانا اعنى الاشخاص الذين يدينون او يتظاهرون او يدعون او يظنون هم انفسهم انهم يهود او مسيحيين و يتاثر سلوكهم بالظروف المحيطه بهم الجغرافيه والتاريخيه والسياسيه
    وليس ابدا الديانه اليهوديه التى حسب ايمانى هى حق و الههم هو نفسه الهى الذى اعلن نفسه لنا بنفسه و رفض بعضهم هذا الاعلان وفضلوا كلامه المحجوب عن الصريح لاسبابهم التى لا تهمني
    وينطبق نفس الشئ على المسيحيه وسلوك المسيحيين على مر العصور و مختلف البلاد و المناطق و العصور بينما المسيحيه نفسها شئ قد يقترب او يبعد عن سلوك افراده
    اما الاسلام فهو حاله معاكسه تماما من رفض مبادؤه نفسها الى سلوك افراده
    كنت اوضح انى اعلق على افكار وسلوك الناس وليس على اليهوديه
    شكرا

    إعجاب

  4. السلام عليكم..
    لو سمحت محتاج تفسير للتناخ..
    التوراة والانبياء…لان كل التفاسير المتاحة ..للمسيحيين وهم يلوون كل الايات لخدمة بدعتهم….

    إعجاب

    1. انت لو كنت فهمت الموضوع اللي قرأته ووضعت سؤالك عليه هنا لما كنت وضعت هذا السؤال الغير ذكي اساسا ولكنت فهمت ان اليهودية الحالية “يهودية من إختراع الحاخامات ترتكز على التلمود مكان الكتاب المقدس” هي اللي بدعة وحادت عن طريق الكتاب المقدس الحقيقي الذي كان يوضحه بإستمرار الرب يسوع المسيح نفسه ويحاجج به الحاخامات في تلك الحقبة .. وبالتالي إسلام حضرتك ما هو إلا ترجمة عربية للتلمود ولكن ترجمه ضعيفة ومضحكة وبالتالي هو أقل من أن يقال عنه بدعة حتى .. ممكن تسميه نكتة بايخة

      إعجاب

أضف تعليق